لمحة تاريخية

تاريخ الجهراء

الجَهْرَاء مدينة كويتية في محافظة الجهراء وهي نواة المدينة وأقدم منطقة فيها، اشتهرت بآبارها العذبة وزراعاتها من النخيل والخضروات وخصوصا في الماضي، أما الآن فمع التوسع العمراني تقلصت مساحة الخضرة وباتت تقتصر على بعض البساتين.

التسمية

يشتق اسم الجهراء من انجهار المياه عند حفر أبار تلك المنطقة. وقيل هو ما استوى من ظهر الأرض، لا شجر ولا رمال فيها، إنما هي فضاء. وقيل هي الجهراء الرابية المحلال، ليست بشديدة الإشراف وليست برملة ولاقف. وقد كانت لها عدة مسميات قديمة بالإضافة إلى اسمها الحالي:

  • كاظمة: يرى العديد من الباحثين بأنها الجهراء القديمة أو أنها امتداد للجهراء خاصة مع ورود موقع كاظمة في موقع الجهراء الحالي بالخرائط القديمة، وتقتصر كاظمة حاليا على جزء صغير شرق الجهراء.
  • تيماء: ترجح بعض الآراء بأن اسم تيماء هو الاسم القديم للجهراء، مستندين في ذلك إلى توفر المياه بها، وإنها شبيهة بمياه تيماء قرب تبوك في السعودية.

التاريخ القديم

كانت الجهراء أو الجهرة مأهولة بالسكان في فترة ماقبل الإسلام، وذلك لسببين. أولاهما وجود المياه الجوفية العذبة، والثاني وقوعها على طريق التجارة البرية بين نجد والعراق. وقد خربت بعد ذلك ولا تزال أطلال بعض بلدانها القديمة موجودة تحت الأنقاض، وكثيرا ما يُعثر على بعض النقود القديمة وبعض الآثار عند حفر الآبار وقيل وجدت قبور بها الأموات وقوفا.

التاريخ الحديث

وأقدم ذكر للجهراء جاء في مخطوطة الرحالة الدمشقي مرتضى بن علوان عام 1709م، وقد أشار إليها بالاسم حيث يقول:
«ودخلنا بلدا يقال له الكويت، وهي بلد تشبه الإحساء، إلا أنها دونها ولكن بعماراتها وأبراجها تشابهها، وكان معنا جمع من أهل البصرة، وفرق عنا من هناك إلى درب يقال له الجهراء ومن الكويت إلى البصرة».

وذكرها كارستن نيبور سنة 1772 في كتابه وصف شبه جزيرة العرب (بالدنماركية: Beschreibung von Arabien) كالتالي :”والجهراء مدينة مخربة على بعد مسيرة يوم إلى الشمال من قرين، وربما تنتمي أيضا إلى اقليم شيخ القرين.”

دخلها الشيخ ثويني بن عبد الله السعدون شيخ المنتفق عام 1786م / 1201هـ هاربا بعد فشله في احتلال البصرة وضمها لممتلكاته، وطاردته عساكر والي بغداد سليمان باشا وهزمته قرب الفاضلية، ففر إلى الكويت وأقام بالجهراء حيث أكرمه الشيخ عبد الله الصباح حتى عفا عنه الوالي سليمان باشا وأعاده إلى بغداد مكرما. وقد عاد ثويني السعدون إلى الجهراء مرة أخرى سنة 1211هـ/1796م حيث جعلها قاعدة لغزواته على الإحساء التي احتلها الوهابيون، وظل بها ثلاثة أشهر جمع فيها القطعات القبائلية من المنتفق وأهل الزبير والبصرة ونواحيهما، وأرسل أسطول يحمل الذخائر إلى القطيف، حيث رافق الأسطول ناس من عرب عقيل بغداد ومايزيد عن كتيبة واحدة من الجنود الأجيرة، حتى تقاطرت الأرتال من الكويت والبحرين والزبير.

وذكرت في كتاب لمع الشهاب في عدة مواضع: أنها كانت من حدود إمارة بني خالد الشمالية، التي حدودها الجنوبية في بلاد الصير العمانية. وأنها غرب الكويت بمسيرة يوم، وتبعد عن ساحل البحر بفرسخين، وطولها فرسخين شمالًا وعرضها فرسخ غربًا، ونبتها الغالب هو الثمام أو التمام، وفيها مياه عذبة وبئرها قدر باع واحد، وتحيطها أرض سبخة على بعد فرسخين شمالًا وتمتد إلى سنام، ومن الشرق حتى تصل البحر، ومن الغرب تمتد السباخ قدر فرسخ، وإلى الجنوب نحو الكويت تبلغ نصف فرسخ، وأرضها عالية جدا بحيث يمكن رؤية السفن التي ترد مابين الكويت وفيلكا، وبها آثار تدل على عظمتها بالسابق، وربما وُجِد فيها ذخائر من الدراهم والدنانير في بعض المواضع. وقد قدم إليها الأمير سعود بن عبد العزيز سنة 1218هـ/1804م، فلما سمع أهل الكويت بأنه يريد البصرة أرسلوا إلى متسلم البصرة وأعيان المدينة مثل رجب النقيب ومحمود الرديني وقاسم الكوازي وغيرهم يحذرونهم منه. وقدم إلى الجهراء مرة أخرى سنة 1223هـ/1808م لكنه لم يهاجمها.

وقد زارها المبشر الأمريكي الطبيب أرثر بينت عندما توجه من الكويت إلى البصرة مرورا بالجهراء، فوصلها مساءا بعد رحلة بالجياد استمرت خمس ساعات، فذكر أنها تضم مئات من بيوت الطين موازية لبعض الواحات الخضراء من القمح.

كانت الجهراء – قبل أن تُشَكَّل كمحافظة إدارية – قرية صغيرة تابعة لمدينة الكويت ويزرع فيها النخيل ووكميات محدودة من الشعير والقمح، وكان عدد سكان الجهراء عام 1925 يبلغ 1000 شخص ، وتعداد المباني حوالي 170 منزلا ومسجد واحد تقام به صلاة الجمعة. وشيد بالقرية القديمة قصران، أحدهما للسيد خلف باشا النقيب. والآخر هو القصر الأحمر التابع للشيخ مبارك الصباح الذي شهد نشوب معركة الجهراء، وبعد المعركة شيد حول الجهراء سور بشكل مستطيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى